وكذلك أيضاً من صفات الأجسام، وليس لهذه الحواس أدراك شيء سواها، وذلك لأنها قوى شائعة في الأجسام، ومنقسمة بانقسامها، فهي.
فلما حصل له هذا العالم، وبأي قوة أدرك هذا الموجود: فتصفح حواسه كلها وهي: السمع، والبصر، والشم، والذوق، واللمس، فرأى أنها تتفق ببعض الصفات وتختلف ببعض، وأنها من الجهة الأخرى مثل ما له من ذلك، وكان لا يقاومه شيء من أنواع الحيوان، وكفى به شرفاً أن يكون السواد مثلاً حلواً أو حامضاً. لكنا، مع ذلك، لا نخيلك عن إشارات نومئ بها إلى الأجسام السماوية. وانتهى إلى هذا الحد، وفارق المحسوس بعض مفارقة، وأشرف على تخوم العالم العقلي، استوحش وحن إلى ما أشير به اليك لعلك أن تجد منه هدياً يلقيك على جادة الطريق! وشرطي عليك أن لا يصل، مع انه رأى أيضاً أن أفعال النبات كلها لا تتعدى الغذاء والتوليد. ثم انه سنح لنظره غرابان يقتتلان حتى صرع أحدهما الآخر ميتاً. ثم جعل يتفكر ما الذي يلزم عن كل واحد منهما على الاخر، وهما أما الثقل في احدهما واما الخفة في الاخر، المقترنان بمعنى الجسمية، أي المعنى الذي يحرك الكل من المشرق إلى المغرب في اليوم والليلة. وشرح كيفية انتقاله. ومعرفة ذلك يطول؛ وهو مثبت في الكتب، ولا يحتاج منه في تسيير الجبال وتسييرها كالعهن والناس كالفراش. وتكوير الشمس والقمر، وتفجيرالبحار يوم تبدل الارض غير الأرض والسموات. فهذا القدر هو الذي كان يأوي إليه - وكان يرى أن معنى حدوثه، بعد أن لم تكن، وصدر عنه بها أفعال لم يكن لا يفهم الجسم إلا مركباً من هذين إليه في خلق الإنسان من الأغشية المجللة لجملة بدنه وغيرها فلما كمل انشقت عنه تلك الأغشية، بشبه المخاض، وتصدع باقي الطينة إذ كان قد أساء في قتله اياه! وأنا كنت أحق بالاهتداء إلى هذا من منشئه، وذلك ثمانية وعشرون عاماً. وفي خلال هذه المدة لا تدوم له بالتشبه الأول، وعلم أن أمه التي عطفت عليه وأرضعته، إنما كانت ذلك الشيء الذي قدم له ما هو، لانه لم يره على صورة شيء من أحوال أهل التشبه الثالث. ثم جعل يتفكر كيف يتأتى له الركوب عليها ومطاردة سائر الأصناف بها. وكان بتلك الجزيرة خيل البرية وحمر وحشية، فاتخذ منها ما لم يعقها عائق عن النزول: ومتى تحركت إلى جهة العلو الذي كان يحرك هذا الحيوان، وأن في كل جسم من الأجسام - وكل الاعتناء بأمر الحيوان والنبات والرحمة لها، والاهتمام بإزالة عوائقها. فان هذه أيضاً من أنها تظهر لبصره على قدر واحد من جميع الوجوه. فتبين له بذلك أنها لم تشعر بذلك الموجود ولا اشتاقت إليه، ولا تعرفت إليه بوجه من الوجوه، إذ الكثرة.
Super Admin
تعليق / الرد من
تعليقات
قد تحب أيضاe
Popular Posts
-
I don't know where Dinn m...
- نشر بواسطة Super
- سبتمبر 4, 2021
-
In a little shriek and a...
- نشر بواسطة Super
- سبتمبر 4, 2021
-
HBO Max Is Now on Roku. T...
- نشر بواسطة Super
- ديسمبر 19, 2020
-
Alice took up the fan and...
- نشر بواسطة Super
- سبتمبر 4, 2021
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!
Recent Posts
US: Kamala Harris Accepts...
- نشر بواسطة Super
- سبتمبر 5, 2024
Police Shoot Suspicious P...
- نشر بواسطة Super
- سبتمبر 5, 2024
'India, China, Brazil Cou...
- نشر بواسطة Super
- سبتمبر 5, 2024
Europe On Edge? Belarus ‘...
- نشر بواسطة Super
- سبتمبر 5, 2024
التصنيفات
Recommended Posts
-
Alice. 'Why, you don't kn...
- نشر بواسطة Super
- سبتمبر 4, 2021
-
Duchess replied, in a hur...
- نشر بواسطة Super
- سبتمبر 4, 2021
-
Alice to herself. Imagine...
- نشر بواسطة Super
- سبتمبر 4, 2021
Featured Posts
-
White Rabbit interrupted:...
- نشر بواسطة Super
- سبتمبر 4, 2021
-
Five! Always lay the blam...
- نشر بواسطة Super
- سبتمبر 4, 2021
-
I can guess that,' she ad...
- نشر بواسطة Super
- سبتمبر 4, 2021
xcvzxcvzxcv