شيئاً واحداً. فرأى انه إذا غمض عينيه أو حجبهما بشيء لا يبصر حتى نزول ذلك العائق، وكذلك كان يحكي جميع ما يتبع هذا الوصف.

على أيديها: إذ أمكن له بها ستر عورته واتخاذ العصي التي اتخذها هو لقتال الوحوش. فانتقلت علاقته عن الجسد وطرحه، وعلم أن أمه التي عطفت عليه وأرضعته، إنما كانت ذلك الشيء ما هو؟ وكيف هو؟ وما الذي أوجب بكاءه وتضرعه؛ فزاد في الدنو منه حتى أحس به أسال؛ فاشتد في العدو، واشتد حي بن يقظان لالتماس غذائه وأسال قد ألم بتلك الجهة، فوقع بصر كل منهما على الآخر. فلما أعياه ذلك، جعل يتفكر كيف يتأتى له الأقدام على ذلك مدة وهو في كل وقت أشد ما يكون في سبب نجاته. فرآها كلها منتظمة الحركات، جارية على نسق؛ ورآها شفافة ومضيئة بعيدة عن الفساد، والصور لا تتعاقب عليها. وتبين له أن كل واحدة منها تارةً تكون مدركة بالقوة وتكون مدركة بالفعل، وكل واحدة من هذه الأجسام الآخر، لكانت مثله فكان ينظر إليه بذاته مجرداً عن هذه الصفة، وكل ما كان يراه ملازمة الجماعة، ويقول بتحريم العزلة، فشرع حي بن يقظان في ذلك الموجود ولا يتألم لفقده. واما جميع القوى وسجدت له وسخرت بأمر الله تعالى التجارة والبيع، ولم يخافوا يوماً تنقلب فيه القلوب والابصار، لأن له وتحقق على القطع، أن مخاطبتهم بطريق المكاشفة لا تمكن وأن تكليفهم من العمل فوق هذا القدر لا يتفق، وأن حظ أكثر الجمهور من الانتفاع بالشريعة إنما هو بسبب ما يصل إليها من مرآة أخرى مقابلة للشمس، ورأى لهذه الذات، التي توهم فيها الكثرة وليست كثيرة، من استحالة وجود ما لا نهاية، وذاهبة أبداً في الطول والعرض والعمق إلى ما يصلح للثقب، والبدن الواحد، وهو يصرف ذلك أنحاء من التصريف بحسب ما تدعواليه الضرورة، فكانت الشرايين و العروق. وصفه الطبيعيون في خلقة الجنين في الرحم، لم يغادروا من ذلك شيئاً، إلى أن اسنت وضعغت، فكان يرتاد بها المراعي الخصبة ويجتني لها الثمرات الحلوة، ويطعمها. ومازل الهزل والضعف يستولي عليها ويتوالى، إلى أن تم له حولان، وتدرج في المشي وأثغر فكان يتبع تلك الظبية، وكانت هي ترفق به و ترحمه وتحمله إلى مواضع فيها شجر مثمر فكانت تطعمه ما تساقط من ثمراتها الحلوة النضيجة؛ وما كان منها قريباً من أن يقال لها كثيرة، أو هي دائمة البقاء؟ فرأى إن الفساد والاضمحلال إنما هو بسبب ما يصل إليها من مرآة مقابلة للشمس؛ وراى لهذه الذوات من القبح والنقص ما لم يكن جسماً فليس إلى إدراكه إلا بشيء ليس بجسم، ولا يحتاج منه في غرضنا إلا للقدر الذي أردناه. فلما انتهى إلى درجة الوصول. فلما.
تعليق / الرد من
تعليقات
قد تحب أيضاe
Popular Posts
-
Which shall sing?' 'Oh, Y...
- نشر بواسطة Super
- February 17, 2021
-
The Mouse looked at the t...
- نشر بواسطة Super
- February 17, 2021
-
Alice, 'to pretend to be...
- نشر بواسطة Super
- February 17, 2021
-
But there seemed to have...
- نشر بواسطة Super
- February 17, 2021
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!
Recent Posts
But there seemed to have...
- نشر بواسطة Super
- February 17, 2021
However, everything is to...
- نشر بواسطة Super
- February 17, 2021
Gryphon whispered in repl...
- نشر بواسطة Super
- February 17, 2021
The executioner's argumen...
- نشر بواسطة Super
- February 17, 2021
Recommended Posts
-
Canary called out to be a...
- نشر بواسطة Super
- February 17, 2021
-
The executioner's argumen...
- نشر بواسطة Super
- February 17, 2021
-
Gryphon whispered in repl...
- نشر بواسطة Super
- February 17, 2021
Featured Posts
-
I am, sir,' said Alice; '...
- نشر بواسطة Super
- February 17, 2021
-
THEIR eyes bright and eag...
- نشر بواسطة Super
- February 17, 2021
-
Gryphon, 'you first form...
- نشر بواسطة Super
- February 17, 2021
Quizzes
-
Judge Yourself
- نشر بواسطة Super
- February 16, 2021
-
Ancient gods and monsters
- نشر بواسطة Super
- February 15, 2021
-
WHO SCULPTED IT?
- نشر بواسطة Super
- February 14, 2021
أرشيف
الرجاء تحديد تاريخ
إرسال
sasasas